التجارة من النعم التي أنعم الله -سبحانه وتعالى- بها على عباده، وجعلها مصدر رزق وتعامل مع الآخرين. والتجارة في الإسلام تحكمها مجموعة من الضوابط والقيم الأخلاقية التي ينبغي على التاجر التحلي بها، وهذه الضوابط والقيم مستمدة من كتاب الله تعالى ومن سنة نبيه –صلى الله عليه وسلم– ومن سير الصحابة والسلف في تعاملهم التجاري.
فلا شكَّ أن التجارةَ هي من أفضل الأعمال الدنيوية التي يعمل فيها الناس لتحصيل أرزاقهم وأرزاق أهليهم وعيالهم، وخدمة مجتمعاتهم، ومما يتميَّزُ به التاجر المسلم عن غيره: تمسُّكُه بقِيم دينه، وتوكُّلُه الدائم على ربه.
ولذلك كان لا بدَّ لكل تاجر مسلم في هذا الزمان أن يتعرَّف على الأخلاق والمأمورات والمنهيَّات التي تتعلَّقُ بعمله؛ وذلك لانتشار المحرَّمات، وكثرةِ الشُّبهات، التي تعتري أكثرَ المعاملات، فتحرفُها عن الضوابط الشرعيَّة التي أمر الله تعالى بها.
ولعل من أولى ما يُذكَّرُ به التاجر المسلم في هذا الصدد: ألاَّ تشغلَه تجارتُه عن ذكر الله تعالى، ولا عن الصلاةِ، ولا عن تلاوةِ كتاب الله تعالى، ولا عن أداءِ حقِّ اللهِ في ماله ومراعاة الله سبحانه في تعاملات قبل مراقبة البشر.
وحديثنا هنا نخص به التاجر المسلم: الذي اختار البيع والشراء وسيلة لكسب المال، وأنعم بها من وسيلة، فالنبي صلى الله عليه وسلم اشتغل بالتجارة مدة من الزمن، وكثيرٌ من الصحابة كانوا تجاراً كأبي بكرٍ الصديق وعثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم، ولم تكن تلك التجارة مانعة لهم من إقامة شعائر الله أو التفريط فيها، بل بذلوها رخيصة لدين الله وفي سبيله، فلم تكن الدنيا قطٌ في قلوبهم بل كانت في أيديهم.
فمما ينبغي أن يستقر في يقين التاجر المسلم أن المال مال الله عز وجل، وأن الناس مستخلفون فيه، وأنه ليس للمستخلف أن يخرج عن إرادة المالك الحق ومقصوده، فإن فعل ذلك فقد أهليته للاستخلاف فربما تحولت النعمة عنه إلى غيره، وربما بقيت في يده لكنه مسيء مسؤول عن القليل والكثير منها.
أدت التجارة دوراً مهما في نشر الدين الإسلامي، وذلك لما عرف عن التجار المسلمين من صدق في التعامل والابتعاد عن الغش عملاً بقوله عليه السلام «من غشنا فليس منّا»، ولعل هذا الصدق في التعامل دفع العديد من الناس إلى الدخول في الإسلام في بلاد لم يدخلها جندي مسلم واحد، مثل إندونيسيا التي تعد أكبر دولة إسلامية، وغيرها من البلاد الإفريقية.
makarembatterjee@yahoo.com
فلا شكَّ أن التجارةَ هي من أفضل الأعمال الدنيوية التي يعمل فيها الناس لتحصيل أرزاقهم وأرزاق أهليهم وعيالهم، وخدمة مجتمعاتهم، ومما يتميَّزُ به التاجر المسلم عن غيره: تمسُّكُه بقِيم دينه، وتوكُّلُه الدائم على ربه.
ولذلك كان لا بدَّ لكل تاجر مسلم في هذا الزمان أن يتعرَّف على الأخلاق والمأمورات والمنهيَّات التي تتعلَّقُ بعمله؛ وذلك لانتشار المحرَّمات، وكثرةِ الشُّبهات، التي تعتري أكثرَ المعاملات، فتحرفُها عن الضوابط الشرعيَّة التي أمر الله تعالى بها.
ولعل من أولى ما يُذكَّرُ به التاجر المسلم في هذا الصدد: ألاَّ تشغلَه تجارتُه عن ذكر الله تعالى، ولا عن الصلاةِ، ولا عن تلاوةِ كتاب الله تعالى، ولا عن أداءِ حقِّ اللهِ في ماله ومراعاة الله سبحانه في تعاملات قبل مراقبة البشر.
وحديثنا هنا نخص به التاجر المسلم: الذي اختار البيع والشراء وسيلة لكسب المال، وأنعم بها من وسيلة، فالنبي صلى الله عليه وسلم اشتغل بالتجارة مدة من الزمن، وكثيرٌ من الصحابة كانوا تجاراً كأبي بكرٍ الصديق وعثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم، ولم تكن تلك التجارة مانعة لهم من إقامة شعائر الله أو التفريط فيها، بل بذلوها رخيصة لدين الله وفي سبيله، فلم تكن الدنيا قطٌ في قلوبهم بل كانت في أيديهم.
فمما ينبغي أن يستقر في يقين التاجر المسلم أن المال مال الله عز وجل، وأن الناس مستخلفون فيه، وأنه ليس للمستخلف أن يخرج عن إرادة المالك الحق ومقصوده، فإن فعل ذلك فقد أهليته للاستخلاف فربما تحولت النعمة عنه إلى غيره، وربما بقيت في يده لكنه مسيء مسؤول عن القليل والكثير منها.
أدت التجارة دوراً مهما في نشر الدين الإسلامي، وذلك لما عرف عن التجار المسلمين من صدق في التعامل والابتعاد عن الغش عملاً بقوله عليه السلام «من غشنا فليس منّا»، ولعل هذا الصدق في التعامل دفع العديد من الناس إلى الدخول في الإسلام في بلاد لم يدخلها جندي مسلم واحد، مثل إندونيسيا التي تعد أكبر دولة إسلامية، وغيرها من البلاد الإفريقية.
makarembatterjee@yahoo.com